كابــــــــــــــــــوس

كان المعبد خاليا

تعربد فيه رياح غربيّة عاتية

المساء يهجم بقوّة خارقة

على بقايا ضوء خافت

ويبسط سواده على المكان

الجو عاصف.. ممطر.. وبارد..

بل انّه اشد قسوة من ذالك الليل البهيم

الذي يطبق على المكان

اقتربت اكثر بخطى مرتعشة

استرق السّمع لما يدور حولي

ضجيج مبهم.. أصوات غربة!

وحفيف اوراق الاشجار تتلاعب بها قوّة خفيّة

كانت دهشتي اكبر حين اخترق سمعي صوت انّات

وشبح ممدد فوق الرّكام الملطّخ بالسّواد

الرّهبة تخيم على المكان

الخوف يبتلع الكلمات

الوقت يسخر مني

ويضيف دهرا اخر لتلك الثواني العصيبة

كرهت ذاك الصّوت دون حتّى ان اتبيّن ملامح وجهه

وكرهت تلك العتمة الجاثمة على صدري

تكاد تخنق انفاسي

كنت ابحث على صوتي.. ولا اجده

وابحث عن بقعة ضوء احتمي بها

ولم تسعفني عيناي بغير الظّلام

قاسية تلك اللحظات التي تفقدك الطريق

تتوهك عن عالم الضّوء

بل تتوهك حتى عن نفسك

كانت نظراتي شاردة

ورجلاي مسمرتان على ارض الذهول

ارتعد من الخوف ومن البرد.. ومن اشياء اخرى

لا ادري كنهها!؟

واذا بيد تبسط قوّتها على يدي

وتخرجني من دهشتي

صرخت باعلى صوتي

ربّما لانّني شعرت بان الخطر يقترب اكثر

وربّما صرخة فرح لانني اخيرا لست وحيدة

في غربة المكان وعتمته

في نفس اللّحظة جاء صوت المنبه يوقضني من كابوس

كالحقيقة التي نعيشها أحيانا

وتغشى ارواحنا بين فينة واخرى

حين يفقد ايماننا توازنه وحين ننسى للحظات

ان الله وعد ووعده حق

ان بعد العسر يسرا .

=====================

ثرثرة قلم *فوزية صيداوي*