اطلقت العنان لخيالـها
..وسبحت بعيـدا
ارّقتها براءة الطفولة التي
إحتلت قلبها الكبير
!...لم تنم ليلها
كانت تعلو وجهها الشّاحب
ابتسامة باهته بلا معنى
وكانت زفراتها حزينة
تخترق شرايين الحياة
! وتزلزل كيان الروح
نظرت الى الصورة
المحفورة في ذاكرتها... دائمـا
تتأملها بعيون مقفلة
على اسرار الكون
وكأنّها تودع الف عمر
قبل عمرها الذي عشق
!صورة وروح
انتفضت نبضات قلبها
واختفى بريق عينيها
واتسعت مسافات احزانها
الى ما بعد ولادة الشّمس
تمنّت
لو انّها تخلصت من براءتها
الطّاعنة في السّن
حتى لا تستسلم
لطفولة متمردة تحدت
السنوات وفصولها
وأربكت شيبة العمر
تمنت
لو اغتالت ظلها الماثل امامها
قبل ان تتباهى الشّمس
بسحرها المستفيض
..وتسرق احلامها
وقبل ان يشتد الوهج
ويموت طيفها المصلوب
على جذع شجرة التوت
المغروسة في مجرى نهر
من الاسى لا ينضب ابدا
تمنّت
لو ان امانيها
تجاوزت سطور القصيدة
وعبرت ذاك الجسر الممتد
... بين نبضيهما
وارخت راسها على صدره
ونامت نومتها الابدية بسلام
مسكت قلمها
ب اصابع مرتعشة
رسمت بعض الحروف المبهمة
لعلها كانت اخر رسائلها اليه
قبل ان يضمّها جدران
بيتها الجديد الذي سيّجته
باحلامها الكبيرة
...يا الله
كم كانت امانيها بسيطة
لكنّها مستحيلة
في ظلّ وضع قدري
سطّرته يد القدر
خُطوة فَ خطوة
! فجأة
..خفت صوت قلبها
اشرقت ابتسامتها
كما تشرق شمس الصباح
اغمضت جفنيها وكانّها
تبصر طيف من نور
اسلمت جسدها للحياة
واحتضنت روحه بين ذراعيها
!ونامت نومتها الأبديّة
وبجانبها رسالة
: تقول فيها
.. أنـا لم أمُت
انا على قيد الحياة
! مادام الحلم يجمعنا
=============================
2012 ثرثرة قلم فوزيــــة صيــداوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق