.jpg)
قلت لهم، ذات حنين
والقلب يئن شوقا للغائبين
قلت لهم انك استثناء
وان الحياة بدونك،
لا معنى لها!
وأنك الحقيقه الوحيدة
التي أحتاجها
مثل الماء ومثل الهواء!
...
قلت لهم
لكنهم لا يفقهون معنى الأشياء
لانهم ببساطة لم يجربوا
شتات الروح بعد الفراق
وصولات الفقد ،
وجولات الحنين
لقلب لا يمل من حبك ولا يستكين
لحضن كبييير كبير
يحتويك حتى تصير كهلا
ويحمل عنك أعباء السنين
...
أبي
العمر يسير بي الى الوراء
لكنني مازلت طفلة
في هيكل عشقك أحيا
ومن مخزون ذكرياتنا استمد القوة
و أواصل رحلة الشقاء!
...
أبي
مازلت طفلة
أرهقتها الانتظارات
التي لا تأتي بطيفك الا حلما
ارهقتها المسافات التي ، لا نهاية لها
أرهقها هذا الاكتظاظ الذي..
لا يأتي بوجهك الوضاء
وضحكتك التي تشبه الشمس
ساعة شروقها!
...
أبي
مازلت طفلة
رحلتها طويلة
واحلااامها ، كثيرة ،
تعشق الأرض ، وشجر الزيتون
وزهرة الشوك الهندي
وشدو البلابل، والاقحوان ،
وشقائق النعمان، وجداول الماء
وتلك الشجرة اليافعة،
التي غرسناها معا ،
ذات فصل أجدب
...
مازلت طفلة
تعشق امطار الخريف ،
ورعود الشتاء
وفراشات الربيع ،
وطيوره العائدة
وصيف الحصاد،
وامسياته الرائعة
...
مازلت طفلة ترنو لطفولتها
الهادئة الصاخبة
الضاحكة الباكية
طفلة تشتاق الى بيتها القديم
الذي تلاشى مذ تشتت شملنا
وتشتاق لمدينتها الحالمة
التي احتلها الغرباء
وارضنا يا ابي
مازالت في احلامنا ساكنة
لا شرقية هي ولا غربية ،
هي جنة الاجداد،
و بركة الاولاد
وهااامش الاحفاد..
الارض ضاعت يا ابي
كما ضاع اصحابها
لا لا.. لا تغضب
ان جاءك اليقين
وقيل لك ان الطفلة البلهاء،
وذات غباء، فرطت في عرضها!
اليست الارض عرض
كما قال اجدادنا!؟
الارض ضاعت يا أبي
وضاعت معها الأنا
عزائي اليوم ان الارض
ليست اغلى من اصحابها!
وان القدر هكذا شاء!
…
أبي
عفوا وعذرا ورجاااء
لا تقتلني بنظرة عتاب قاسية
او جلدا بلسان لم يذكرني يوما
الا بأميرتي أنا..
...
ابي
أنا ميته ،
لا احتاج موتة اخرى
مت منذ ذاك التاريخ الاسود
منذ اللحظة التي اغتصبوا فيها
صرختي
وقالوا لي انك عائد
بعد رحلة استشفاء
وكنت أعلم أن الرحلة انتهت
في حينها
لكنني صدقتهم وأنا الكاذبة
كذبت حين قلت لهم :
ان ارادة الحياة أقوى
وان الموت لن يسرق مني الحياة
كذبت ولم اتصالح يوما
الا مع الموت الذي يقربني..
من أنفاسك التي خفت صوتها
ومن نبضك الذي سكت
سكتته الابدية
ومن قبرك الذي صار معبدي
حين يضيق صدري
اسرع اليه الخطى
ارتل ايات الحب
وادعو الله أن اكون واهمة
وانك باق ما بقيت انا
وما بقي النخيل والزيتون ،
وما بقيت الحياة..
...
أبي
تعلم انه لم يبقى لي منك
الا اسمي..
وطيفك الذي يرافقني
في رحلة الشقاء
و واثقة اننا سنلتقي حتما
بعد أن اغادر مدينة الأموات
التي اسكنها
والى حينها انا هنا..
لا فرق عندي
ان كنت سيّدة القوم
او خادمة
المهم انني صامدة
احمل سلاحي بيميني
وفي الشمال رغيف وماء
اتقاسمهم مع طفل يشبهني
مات ابوه حيا..
وتركه في المنفى!
من طين الأرض
اصنع له العابا..
ومن قوس قزح
الون له وجه الحياة
وفي قلبي الصغير
هيأت له سكنا ومأوى!
=============================
ثرثرة قلم "فوزية صيداوي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق