تهاجمني النّهايات
في عقر قلبي
يغتالني الغياب
وتخنق انفاسي
رياح الرّحيل !
حزني..
رفيق طفولتي والصّبا
يواسيني ..يرافقني
في رحلة اللاّوصول!
ضحكتي الدامعة
كغيث يهطل
في صحراء الرّوح
كغيمة تخفي الشّمس
بكف بلّله النّدى
أحزاني شهيدة
أضناها الحنين
والحنين طوفان
يكتسح روحي ،
فأينما القيت أشلاء
قلبي المنهك..
تسبقني جحافل الحنين
الأرض تنبت حنين
والشّمس تشرق بالحنين
والسّماء تمطر حنين!
يتوقّف نبض الحياة
يزفّني الموت بدمعة حرّا
يكفنونني بزبد البحر
وغيم السّماء ..
وصوت النّحيب يخترق المدى ،
وانا البعيد
مازلت حيث أنـا
أقارع كؤوس الصّمت
و أتابع المشهد..
على الشّاشات كالغرباء
الجنازة غدا.. والغد سافر
حيث لا شرعيّة تحكمه
ولا قوانين تجبره على البقاء
غربة النّفس موحشة
وحقيقتي مشرّدة غائبة
حقيقتي وهم وخيبة اخرى
لشيئ ما!! اسمه أحلام كاذبة
الذّاكرة تعود بي الى الوراء
تستانس ببريق الحياة السابقة
صوت فيروز
وقهوة الصّباح
ونادل المقهى
و وجهه البشوش
وسائق التّاكسي..
الذي يلعن الظّروف..
وغلاء المعيشة..وزوجته المتطلبة !
الطّريق المزدحم
ومنبّه السّيارات
بيتنا القديم
وفرحة العيد..
وصوت ابي الحنون
وآخر ابتساماته الهادئة
ضحكة منير الحزينة
وصوته الصّادح
يختصر المسافات..
لو بطّلنا نحلم نمـوت !
تذكرت أمّي حين حذّرتني
من الموت كمدا..
على حلم ضاع في الزّحمة
وقلب تاه في العتمة
وقدر يأتي بلا موعد
ثم يرحل بلا موعد
يحدث كل هذا وأكثر
لكن القلم يأبى أن يسجّل
حتى لا يصدم المتفائلون
الحالمون بالغد الوضّاء
المستبشرون بوجه الحياة
لعلّ وعسى..
حظهم يكون أوفر
وتبتسم لهم السّماء ،
من أمام مدفني حدثتكم
ومن قلبي..وبصوت عال أقولها:
أحببتكم.... نعم أحببتكم
أقولها والقلب موجــوع
بعد أن اكتشف انّ الحب
في زمن العولمة هراء
هذه الحقيقة المؤلمة
التّي اغتالت بقلبي براءة الأطفال
وكل ما كان به من نقاء ،
واغتالت روح شفّافة،
لم تعرف يوما طريق الزّيف والرّياء!
=========================
ثرثرة قلم
فوزيــة صيــداوي* 2012
هناك تعليقان (2):
تالمنا الحياة وتقسو عليناومع ذلك نفرط في حبها والتمسك بها وتلك طبيعة البشر...!
استمتع كثيرا بما تكتبين محبتي الدائمة
يسعدني اعجابك وقرائتك المتميزة ومرورك الضوء ..
الورد والحب لجمال ورقة حضورك سيدتي الراقية..
إرسال تعليق