أنا ما عدت أعرفني
مرآتي التي تعكس براءة وجهي
كسرتها..
أصابعي التي اجتاحتها
تجاعيد الزّمن الرديئ
ما عدت أملكها،
قهوتي التي أسكبها على جرحي
طعمها علقم!
لم يبقى مني غير حرف أجدب
أهش به على وجعي.. حين أهزم
***
أنا ما عدت أعرفني
هل حقّا هذه أنا !؟
منكم تعلمت القسوة
تعلمت الجحود.. تعلمت الجفاء
أو تسألون من أنتم ؟
تبا للأسماء ،
أنا ما عادت تهمني الأسماء
ما عاد يستهويني، حديث النبلاء
ولا خطب الفقهاء
ولا قوافي الشعراء
كلها.. كلها كذب وافتراء
ما عدت أعشق الغناء
ولا رقص المثقفين
على مسارح الحياة
ولا حفلات التنكر ..
التي يديرها ساسة أغبياء
أنا ما عدت أضحك
إلا استهزاء !
من هذا السيرك
المليئ بالدمى
أيها السائرون.. الدائسون
على جراح الفقراء ،
العابثون بأحلام البسطاء
لطفا بالأموات
المدفونين وهم أحياء
لا توقظوهم من سباتهم
قبل أن تهيئوا لهم
أسباب الحياة ..
أو احملوا نعوشكم
وارحلوا عن أرضنا
تبّا لكم يا صنّاع الفتن
أيها السّاسة الخبثاء!
====================
ثرثرة قلم فوزية صيداوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق